في ناس كده بتمشي وسط الزحمة من غير ما تعمل صوت…
لا بتطلب كتير، ولا بتحب تتشرح، ولا بتدخل في تفاصيل ملهاش لازمة.
ناس فاهمة إن العمر مش مستاهل كل الحِدة، ولا كل الحوارات،
فبتختصر… وبتعدّي.

تعبوا قبل كده، ووجعوا، واتعلموا…
فبقوا أهدى من الزمان، وأحكم من الظروف،
بيعرفوا يفلتوا من الحِتت اللي بتهد النفس،
وبيختاروا السلام حتى لو على حساب الكلام.

الناس دي مش ضعيفة…
دول ناس فهموا إمتى يسيبوا، وإمتى يقفوا، وإمتى يكملوا…
فبقوا أريح من أي انتقام، وأقوى من أي صدام .

فيه ناس سايبة الدنيا ماشية، وسايبة الكلام لغيرها، وسايبة اللوم والحكي والعتاب يتقال عليها… وهي ساكتة.

بس الحقيقة؟
مش كل إللي ساكت… مرتاح.
ومش كل إللي مبتكلمش… مش مجروح.
فيه ناس جواها عواصف، بس ملامحها هادية، وابتسامتها مش بتفارقها.

السكوت ساعات بيكون قرار، مش ضعف.
وساعات بيكون ستر، مش جبن.
وساعات بيكون جبر خاطر للناس، على حساب النفس.

إللي ساكت ده، ممكن يكون أكتر حد فاهم، وأكتر حد موجوع، وأكتر حد بيفكّر في غيره قبل ما يفكر في نفسه.

عشان كده، لما تلاقي حد ساكت، متحكمش عليه.
يمكن ساكت… عشان مش لاقي إللي يسمعه.
أو يمكن ساكت… عشان خايف يوجّع حد بكلامه.

⸻

في النهاية:
احتوي إللي ساكت قبل ما تحاول تحكي له، واسمع إللي مستخبي جوا نظرته، قبل ما تسأله “مالك؟”

مرحباً، أنا إسلام البلتاجي، كاتب مهتم بالشأن الإنساني والاجتماعي. من خلال هذا الموقع، سأشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة عبر مقالات نابعة من القلب. أؤمن أن الكلمة الطيبة قد تغيّر حياة، وأتطلع إلى أن يكون هذا المكان مساحة للتواصل والتبادل الفكري